الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

"الفخ الزاهي"




 اجتمع الأصدقاء.. وجهزوا العدة والعتاد.. وتوجهوا نحو الغاب.
ذلك الغاب البديع.. أشجار عالية كثيفة.. بثمار متدلية بألوان زاهية.. وحيوانات وطيور تتراقص في المكان بجمال.. وأعشاب متلاصقة متلاحمة لها صوت شجي حين يداعبها نسيم عليل.. تغري الصحب للوقوع في حبها وعشق أطيافها وألوانها.
تهطل أمطار كرذاذ العطر.. يزهو المكان.. وتتصاعد الأبخرة والعطور.. وتعاكسها رائحة الأرض والرمال.. تبتل أوراق الشجر...
.. والطين يصبح وحلاً لزجًا لايُنصح بالسير فوقه.
رحلة جميلة وأجواء خلابة ومسير بدون تعب وأصدقاء أوفياء.
خلال التجوال يسقط أحدهم.. يصرخ.. ويصرخ.. أنقذوني آآآآآآآآآآآآآآآه أنقذوني.
يأتي البقية مسرعون يركضون بلا تفكير يدلهم صدى صوت صديقهم.. ماذا حصل؟؟
وقع في بركة رملية.. طينية.. تسحبه للأسفل لاقرار لها ولا نهاية.
يحاولون ويثابرون لانقاذ صاحبهم وهو بدوره ينزل للأسفل بسرعة هادئة لا صوت لها ولا قعقعة.
يتمالكون أنفسهم.. يتنفسون بعمق.. يحكّمون عقولهم.. ويمدوا لصديقهم حبال النجاة لينتشلوه منها بصعوبة، خرج يكسوه الطين حتى كاد أن يفتك به ويخنقه.. ويرديه صريعًا، وتأخذ منه أدنى حقٍ بجثة يحملها أصدقائه ليعودوا بها.

فاحذروا ياصحب، ليس كل جميل زاهي الألوان بريء من خطر يفتك بكم حد الموت.. وأنتم أحياء.
 

 قلمي
27 May 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق