الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

روتين



يوم عادي كبقية الأيام.. يمضي عليه متثاقلاً كرجل عجوز داهمته هشاشة العظام.
ذهب للنوم، وأخذ ينظر لسقف الغرفة بعد أن سمح لفراشه أن يحتضنه من الخلف، مضت سويعات.. وحين أفاق وجد نفسه بمكان غريب.. نظر حوله: يا إلهي، ماهذا؟
لا هذا فراشي، ولا تلك غرفتي، ولا أملك هذا المكان.
نهض خائفًا وجلاً مما رآه، وبدأ بالمسير وإذا بالأرض تئن تحت قدميه مثقلة متعبة، وقدماه تركت بصمتها على حبات الرمال التي سكنت تلك الأرضية...
 استمر بالمسير بهدوء ليستكشف المكان، يتلفت بريبة، كل شيء حوله قديم.. تقليدي.. ذبلت طلته في هذا العصر وتُرِكت ليسكنها الغبار.
الخزانة تُصِرُ على بعضها.. والأدراج تسعُل من شدة الألم والحرمان.. النوافذ بنت عليها العناكب بيوتها حتى أصبحت مظللة لاتعكس جمال الخارج.
كل هذا ونظرة الذهول والتوتر والخوف لم تفارق محياه.
ياترى، ماهذا المكان الحزين الكئيب؟.. أما من سكان؟.. هل من أحد هناااااااااااا؟
لا أحد.. أنا وحدي هنا.. يا إلهي لماذا؟ وبدأ بالصراح والنواح.. فهو لايرغب بأن يكون هنا، هو يحب أن يكون من ساكني عصره ومستوطني زمانه وليس هنا، وهذا الماضي اللعين الكئيب.
صرخة من هنا.. ودوي من هناك.. وإذا به يستفيق على أنّاته في المنام.. فيقفز ويلتفت حلوه ليجد أثاثه وغرفته الحديثة التي تناسب زمانها كما هي في انتظاره الآن.. والتي ستصبح غدًا ماضٍ كئيب وحيد إذا ما أهملها.

فانظر يا ابن آدم.. هل ترغب أن تجتاحك الأتربة والغبار.. هل تقبل أن تكون تقليديًا يكره التغيير.
لا بأس ببعض من مواكبة العصر والزمان مع رونق الأصالة العظيم.. اسمح لذاتك أن تعلو بالتغيير نحو الأفضل بطرق أحدث.
 
 

 قلمي
20 May 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق