تقطن ذاك المنزل الشعبي المتهالك والذي يعكس ثقافة جيل كامل، وتراث لعائلة عريقة من أبرز العائلات وأرقاها في ذلك الحين.
فتاة هادئة الملامح جذابة.. سمراء خمرية.. بتفاصيل يملأها العز والهيبة، تعلق قلبها بذاك الوسيم الأبيض والذي يمر تحت نافذتها – الروشان - المطلة على أروقة الحي.
هو كذلك بادلها الحب والعشق، وأصبح يهيم بها وينادي باسمها كل فتيات الدنيا.
وفي يوم ربيعي.. وأجواء باردة.. ونسائم عليلة محرضة لارتكاب حماقة لذيذة.. ومغامرة بطعم العسل.
زار منزلهم ليوصل شيء أوصته عليه الجدة.. طرق باب المنزل فنزلت تلك المكتنزة لتفتح الباب، فإذا بها تواجهه بلا أي مقدمات.. تنتابها انتفاضة ومن ثم رعشة.. فخفقان قلب أوشك أن ينفجر بداخل أضلعها، ألقى التحية وهو يبتسم.. أجابته والخجل يتآكل وجنتيها حتى أضحت كورد أحمر معتق.
رحبت به ودلته على الطريق وبدأت ترتقي درجات ذاك المنزل وهو يصعد خلفها بتأني.. وفجأة وبلا مقدمات وجدت نفسها قد حجزت بإحدى الزوايا، باغتها ونظرات العشق تتطاير من عينيه، أما هي فارتعدت فرائصها وأصابها البكم.. حاولت الخلاص ولكنه مد يده وأسندها على الحائط.
هي محتجزة بين إحدى جدران الدرج وبين يده، والأسوأ أنه أخذ يقترب منها تسبقه أنفاسٌ صوتها كالرعد مرتفع يكاد أهل المنزل يسمعون زفيرها.
قالت: أرجوك!!
قال لها: هل لي بقبلة؟
فتحت عيناها على أقصاها ومن ثم أغمضتها وخبأت وجهها بكفيها.. فاقترب هو وكأنما أعطته الإذن بتقبيلها.
اقترب.. واقترب.. بدأ جسده يلتحم بها، فلم تعد قدماها قادرة على حملها، وارتفعت درجة حرارتها إلى الغليان فجلست على الأرض تهربًا منه.
فأمسك بها خوفًا عليها.. و ضحك ملئ شفتيه وقال لها: أحبك.. أنا لن أؤذيك فأنت حبيبتي.. زوجتي في القريب العاجل.
قلمي
26 May 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق