الاثنين، 24 سبتمبر 2012

هاجس



هل يُعقل هذا!! هل هاجر وتركها وحيدة!!؟
إلى أين؟ لا تعلم؟ المكان مجهول، والعنوان مجهول، والهاتف مجهول، لا رسالة، لا كلمة وداع.
هذا غير صحيح.. لقد كان معها، يسامرها، يحدثها، يضاحكها، ويقص عليها خيالاته، وأفكاره.
هل ستنزف عينيها لحن للوداع؟
كلا، لن تفعل.. لقد وعدها بالعودة.. قال سأكون على الوعد.. قال: أنا بجوارك يا طفلتي الجميلة..
طفلتي الجميلة كم تحب ذلك اللقب الذي انقطع عن ندائه به منذ أمد بعيد، كم اشتاقت أن يعود ليناديها به.

أو ربما تكون هي من رحل وهاجر!! ترى حولها أرض غير معبدة، طرقاتها أتربة وحجارة وأعشاب وحراشف، لا أسوار، لا أبنية، لا مسارح أو صالات للمطالعة والقراءة، تحيط بها أسوار من أشجار متلاحمة متشابكة، هبات الريح بنسمات غريبة وألحان مختلفة.
آثرت تلك النفس العنيدة أن تبقى وحيدة، لماذا؟
انطلقت خارج حدود ذاتها علّها تجد مبتغاها لكن هيهات هيهات.. لم تجد سوى الخذلان الذي كان سببًا في تناثر أوصالها، وبعثرة أشلاءها مع ضجيج المدينة المزعج.
أوهمها بأن دنيا أخرى تنتظرها، وصدقته.. لماذا؟
كيف سمحت لنفسها أن تغير من قناعاتها.. والخطوط على روزنامات كانت قد سطرتها خلال سنوات عديدة.
خيّل إليها أن تبحث عن شريك لاهتماماتها، وأفكارها، يفهمها حين تنظر، يشعر بها حين تتنفس، يقدر أنوثتها حين تهذي، يخرجها من قلب الظلام إلى أضواء شموع تعيد لها ابتسامة مغتصبة، ويذبح الحزن بداخلها للأبد.
لم تركت أفكارها بُبحر في محيط هائج، تتضارب أمواجه العاتية، ووحوش ضارية تتآكل بعضها بداخله.
لا تملك الآن سوى التفاؤل، تستخدمه كسلاح لتهاجم به أفكار مشتتة كسيل عارم يفيض خارج حدوده ومجراه، والصبر تستعين به لتنتظر وتنتظر فثقتها عمياء لاحصر لها.. ولن يخيبها رب العباد.. ولن يخذلها كما يفعل البشر.
 

 قلمي
8 May 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق