في صباح أحد الأيام، وعلى موعد مسبق لتناول وجبة خفيفة من إفطار مع أكواب لذيذة من قهوة حلوة، انتظرها، يملأه شوق الدنيا أن يرى تلك المتحدثة اللبقة، كيف هي؟
وكيف يكون شكلها؟ جسمها؟ طولها؟
هل هي يا ترى كما رسمها في خياله؟
وتمضي الدقائق متثاقلة، وتضرب بداخله مئات التساؤلات، وعند الوقت المحدد، فُتح باب المطعم دخلت إحداهن ملفوفة بعباءة سوداء، محجبة منقبة، لم يخطر بباله أدنى فكرة أنه ربما تكون هي.
اقتربت واقتربت وكان صوت كعبها العالي يطرق بوقار على خشبات الأرضية، بادرته بالسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجابها: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قالت: أعرفك بنفسي، أنا طيف الأمل، عرفتني عن طريق لوحة كيبورد
ساد صمت رهيب برهة، وقال: أهلاً أهلاً تفضلي
مصعوق هو بما رأى، لم يتخيلها هكذا، فحضورها مهيب.. وصمتها حكمة.. ونظرتها ثاقبة
جلست بأدب لامثيل له، وأسفرت عن وجهها، فظهر له من تحت النقاب جاذبية مؤلمة، عينين واسعتين لماحة، وشفاه غليظة لا يكفي النظر إليها، تتفجر أنوثة، ويتناثر سحرها، وتفيض رِقةً وغُنجًا.
بادرت بالحديث: كيف حالك ياغالي؟
أجابها: بألف خير أن رأيتك.
وبدأا يتجاذبان أطراف الحديث، من تعارف، إلى فنون إلى سياسة، وعلاقات اجتماعية وعلم وثقافة، وكل دقيقة تمر تضربه نشوة غريبة تتبعها رعشة من قوة حضورها وهيبتها، لها من الثقافة الشيء العظيم فهي ذكية ولماحة ومخيفة.. هادئة معتدة برأيها قاسية لا ترحم، ترسم على شفتيها ابتسامة شرسة .. فيصمت تقديسًا وتبجيلاً لطريقتها.. انتقائيتها.. تعبيرها العميق عن ما حولها.. وقع كلماتها كالخمر يسكرني.
تتحدث مع النادل باللغة الإنجليزية، ولا يكتفي بالنظر إليها فاغرًا فاه، تتملكه الرهبة والرغبة في حضرتها.
يقول في نفسه: يا إلهي، ماهذه، هل هي من البشر، أم أنها من كوكب آخر؟ هل يوجد أخريات هكذا؟
مرت الساعات بسرعة البرق، لم يشعر إلا وهي تستأذن برقيّ، فهي تريد الذهاب، وحان الوقت، فتنسحب كنسمة صبا، وتنطلق بهدوووووء ما بعده هدوء.
يتوقف الزمان لحظتها عند الرجل، ويبدأ بعد خطواتها وهو غير قادر على النهوض من الكرسي، لأن قدماه تعجز عن الوقوف أمامها، فهي قاسية جبارة، أنيقة خفيفة، وتنسحب دونما أي التفاتة بوعد منها أننا سنلتقي مرة أخرى في وقت آخر.
قلمي
4 May 2012
وكيف يكون شكلها؟ جسمها؟ طولها؟
هل هي يا ترى كما رسمها في خياله؟
وتمضي الدقائق متثاقلة، وتضرب بداخله مئات التساؤلات، وعند الوقت المحدد، فُتح باب المطعم دخلت إحداهن ملفوفة بعباءة سوداء، محجبة منقبة، لم يخطر بباله أدنى فكرة أنه ربما تكون هي.
اقتربت واقتربت وكان صوت كعبها العالي يطرق بوقار على خشبات الأرضية، بادرته بالسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجابها: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قالت: أعرفك بنفسي، أنا طيف الأمل، عرفتني عن طريق لوحة كيبورد
ساد صمت رهيب برهة، وقال: أهلاً أهلاً تفضلي
مصعوق هو بما رأى، لم يتخيلها هكذا، فحضورها مهيب.. وصمتها حكمة.. ونظرتها ثاقبة
جلست بأدب لامثيل له، وأسفرت عن وجهها، فظهر له من تحت النقاب جاذبية مؤلمة، عينين واسعتين لماحة، وشفاه غليظة لا يكفي النظر إليها، تتفجر أنوثة، ويتناثر سحرها، وتفيض رِقةً وغُنجًا.
بادرت بالحديث: كيف حالك ياغالي؟
أجابها: بألف خير أن رأيتك.
وبدأا يتجاذبان أطراف الحديث، من تعارف، إلى فنون إلى سياسة، وعلاقات اجتماعية وعلم وثقافة، وكل دقيقة تمر تضربه نشوة غريبة تتبعها رعشة من قوة حضورها وهيبتها، لها من الثقافة الشيء العظيم فهي ذكية ولماحة ومخيفة.. هادئة معتدة برأيها قاسية لا ترحم، ترسم على شفتيها ابتسامة شرسة .. فيصمت تقديسًا وتبجيلاً لطريقتها.. انتقائيتها.. تعبيرها العميق عن ما حولها.. وقع كلماتها كالخمر يسكرني.
تتحدث مع النادل باللغة الإنجليزية، ولا يكتفي بالنظر إليها فاغرًا فاه، تتملكه الرهبة والرغبة في حضرتها.
يقول في نفسه: يا إلهي، ماهذه، هل هي من البشر، أم أنها من كوكب آخر؟ هل يوجد أخريات هكذا؟
مرت الساعات بسرعة البرق، لم يشعر إلا وهي تستأذن برقيّ، فهي تريد الذهاب، وحان الوقت، فتنسحب كنسمة صبا، وتنطلق بهدوووووء ما بعده هدوء.
يتوقف الزمان لحظتها عند الرجل، ويبدأ بعد خطواتها وهو غير قادر على النهوض من الكرسي، لأن قدماه تعجز عن الوقوف أمامها، فهي قاسية جبارة، أنيقة خفيفة، وتنسحب دونما أي التفاتة بوعد منها أننا سنلتقي مرة أخرى في وقت آخر.
قلمي
4 May 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق