الجمعة، 28 سبتمبر 2012

"هل هلالك"




مرّت السنة ومضت الأيام ووصلنا لشهر البركة والغفران زي كل سنة والحمد لله، ربي يبلغنا والمسلمين ويرحم اللي ما انعاد عليهم.
مرة من المرات قابلت ستى صفية وسألتها: ياستي ياست الناس هذا شهر الخير وفيه كثير أعمال وطرق نكسب بيها الأجر بزيادة وضعفه ضعفين، إنتِ إيش تسوي؟
جاوبتني ووجها مابين فرحان وحزنان، وقالت:
والله يابنتي ما اختلف معاكي إنه شهر الخير والبركة، لكن قدّر الله علينا إحنا ستات البيو...

ت بالكرف والتعب بلا حساب ولا عدد.
خليني أحكيلك الحكاية وإنتِ أحكمي بنفسك.. من يوم نصبح الصباح إذا اتسلهت لنا ركعتين بعدها ندخل المطبخ نجهز للفطور.. وهاتك ياعجن وياتجهيز.. سيدي سيد البيت يحب الأكلة الفلانية ولا يسامح ولا يتهاون لو مالقى طبق المهلبية.. وولدي عدنان يحب الأكلة العلانية، وتعرفي دا ولدي ولازم أسويله اللي يحبه وتشتهيه نفسه أصله مافي أعز من الضنا، وكمان لا تنسي الأساس اللي هوا الشوربة والسمبوسة وعريس السفرة – الفول - وطبخة من هنا لفلان، ونفخة من هناك لأخوه والجيران إلا ويأذن العصر، أسرق نفسي سرقة عشان أصليها وأرجع ثاني وأبدأ بالقلي وتجهيز السفرة.
اللقيمات والقطايف والبسبوسة والعصيرات وأنواع التمور إللي تترص والقهوة، وإذا كان في مكرونة ولا سلطة ولا أي أطباق يطلبوها.
وياويلي لو في طبق ناقص ولا سوبية مو جاهزة اسمع كلمتين يالطيف زي السوط أنا في غنى عنها، تكتفي شرهم وتطلبي رضاهم وتسوي رغباتهم كلها، وبكدة تكون السفرة مليانة بالأكل، ولا تنسي إنه العيلة اللهم صلِ على النبي عددهم أكثر من ستة.
وأزيدك من الشعر بيت لما يكون في ضيوف ومقسوم الأكل على سفرتين عاديكي يا أختي وكأنه الهلاك، ولا لما يزورني ولدي هو ومرته الهانم اللي على أصابيعها نقش الحنا.. لا تساعد ولا تقول كتف لله.
يجي المغرب ويفطروا وتبدأ الرحلة الثانية ترفيع وتنظيف وتغليف وتبخري البيت من ريحة القلي والزيت، غير لو كان عندك طبعًا شغل برة المطبخ الله يعين.
ولا أصحى إلا والعشا أذن أتوضى وأصلي وقلبي ينفض من التعب، ولما يرجع سيد البيت من التراويح يبغى سفرة عشا ويلا تبدأي من جديد تغرفي وتحطي وتسامريه وترفعي.
أرتاح شوية بعدها وأبدأ أقوم أسوي السحور وشوفي إنتِ عاد وأتخيلي الوضع كيف ونستنى شوية إلين يأذن الفجر نصلي وأرمي جسمي على السرير ولا أدري بنفسي.
ياختي نفسي مرة أعرف أجلس أمسك القرآن وأختمه زي مايقولوا، ولا نفسي أندر مع أبو العيال أصلي تراويح ولا تهجد.
أسمع من الناس كلام كثير على الأعمال اللي تقدري تسويها في دا الشهر لكن كيف بالله في وسط دي الزحمة.. إللي بنقدر عليه نسويه ونفرح لما نفطر الصايمين، ولا لو قدرت أطلع صدقة لوجه الله.
ما أدري كيف الستات اللي بتشتغل إيش بتسوي، وربك ياحبيبة قلب ستك يعين.





قلمي
23 June 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق