الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

"بلاد العجائب"




 اقتضت سنة الحياة أو من الممكن أن نقول دورة الحياة، بتكوين الأسر والتي تتجمع ليصبح مجتمعًا.
وبالقدر الذي تمتلكه تلك الأسر من الثقافة تتكون ثقافة ذلك المجتمع.
أسرة صغيرة تتكون من أبٍ وأمٍ وأبناء وبنات، يكبُر الأبناء والبنات ليكوّنوا أسرًا أخرى.. وهكذا دواليك.
ينتابني فضول هنا!!
كيف يربي هذان الأبوان أبنائهم.. يتزوج الفتى وبرأسه ملايين الأفكار والآليات عن مسيرة الحياة، وكيفية الحصول على منصب الغضنفر.. ينام كثيرًا في منطقة الراحة، جلسة محفورة أمام التلفاز، وحقوق لا حصر لها بعضها يُعرف مصدرها والبعض الآخر لا أدري من أين جاء بها.
هو الآمر الناهي.. يشخط وينطر ويطلق الأوامر والنواهي من مدفع فمه، بدون أي حق للأطراف الأخرى بسلاح مضاد أو حتى نقاش.
تتبعه الفتاة تتزوج بلا أي خبرة أو أسلوب أو حتى فكرة عما ستجد في تلك المغامرة الأزلية والتي ربما سمعتها قبل النوم.
لا تعرف كيف تهتم أو تعتني أو يُعتنى بها.. حقوقها وواجباتها لا تعلم منها سوى أن الشرع حلل له أربع.
هنا ومن منبري هذا أناشد الأبوين.. أرجوكم.. أتوسل إليكم.. علموا أبنائكم الحلال والحرام حسب شرع الله وقوانين الدين كلها وليس بعضها.. علموهم معنى العيب وما يجب وما لا يجب، علموهم الحقوق والواجبات دون التعدي على الطرف الآخر.
أيتها الأم الغالية.. أخبري تلك المسكينة ما الذي ستحصل عليه إن وقعت على عقد للنكاح سواء كان عمرها خمسة عشر عامًا أو نافست الثلاثين على منصبه، فالزواج ليس رحلة للترفيه أو التسلية أو كنز علي بابا، إنما هو ميثاق غليظ على كلاهما، لها وله، منها ومنه، عليها وعليه، الاحترام.. التقدير.. الصبر والحكمة لينتُج لنا أسر على مستوى عالي من الرقي والحضارة يعرف أين يُلقي أهلها المحارم الورقية، وبالتالي مجتمع محترم بمبادئ وآداب أكثر من رائعة وحياة مريحة ممتعة يشعر مرتادها بأنه في بلاد العجائب.
 
 

 قلمي
30 May 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق