الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

"صورة على المرآة"




 مرآة على الحائط.. تعكس أخيلة وأطياف.
أسرح بخيالي.. وأنظر في مرآتي.. فأجدك سيدتي أمامي.
مرآة على الحائط اجتذبت كل انتباهي.
ارهبتني صورتك ياسيدة.. راعني وقارك سيدتي.
...
كيانك.. قوامك.. هيبتك عجيبة ياسيدة، لكم صعقتني صورتك المنعكسة على مرآة الحائط سيدتي.
مرآة على الحائط.. تنقل ابتسامتك سيدتي.
ابتسامة هادئة تحمل في طياتها رزانة الملوك وجمال الطبيعة الخلاب.
أنتِ شمس تشرق على صباحاتي.. ما أجملك، ما أجمل إحساسك المرهف.. وشعورك العميق.

* ياسيدي: هي انعكاس لصورتي في عينيك فقط فالمرآة صماء.. ولا تعكس شيئًا.
سيدتي: انظري.. امعني النظر.. يا إلهي كم أنتِ جميلة.. كم أنت رائعة.
فأنا أتأملك على صفحة مرآتي.. ألا ترين قسوة أنوثتك الطاغية.. أهلكتني تفاصيلك يا أنثى.
أقسم أنك لاتفارقين خيالي.. ولاتبرحين عن مرمى أبصاري.. وتصاحبيني في أحلامي.. فلكم هو أنيق انعكاسك على مرآتي سيدتي.
أصبحت هائم مابين اليقظة والنوم.. فلاهي أحلام يقظة ولا هي يقظة واعية.
فتدور الدنيا من حولي بأصوات الرياح.. ونداء الجارة على ابنها.. وصورة العربات في الشارع وأنا شبه نائم.
آآآآه منك.. ومن طيفك.. ومن انعكاس محياك على المرآة.
شفتاك حبيبتي خطوط قطار.. وأخوض بثغرك أعتى البحار.. وابتسامتك مدوية كالإعصار.. هل لي أن أهجم عليك كالفارس المغوار؟
ارحميني ياسيدة وأأمري صورتك المنعكسة ألا تطاردني.. إنها تلاحقني وتهاجمني.. أخبريها أن تتوقف.. أتوسل إليك فلقد أُرهِقت رجولتي فلا تعذبيني.. ولا تقتليني متعمدة.. ولا تحرميني.

* لو أعلم هذا سيدي ماكنت أهديتك "مرآة"
انظر في المرآة وامعن النظر فسأكسر تلك المرآة بعدها.. فأنا أخاف عليك إدمان الصورة على صفحة المرآة.

سيدتي: الآن وبعد أن تعمدتي إهلاكي فأكرمين بانعكاسك على المرآة كي أُفتن بكِ.. وأغزو أنوثتك وأرويها من حناني ورجولتي.
هلمي نحوي يا امرأة رسمت صورتها على مرآة زجاجية.. دعيني أمتع عيني بجمال الاسبان والبرتغال معاً.
اتركيني أتأمل تفاصيل تكسوها النعومة والجاذبية.. القوة والرهبة الخفية.
حبيبتي.. لقد قتلتني.
صغيرتي.. سلبتي لُبي.
كفاه فخرًا من يموت تحت شلالات أنوثتك الطاغية.. وكفاه عزًا من استقى من مراس خبرتك.
إني أرى شراسة بعينيك غير طبيعية.. وجمال بلطف سحيق.. ساحرة عينيك بشكل مختلف.. لا أعرف ماذا وأين!!
لن أشبع منك سيدتي فأنت شرسة تُشعبين ولا تشبعين، شفاهك ما أعذبها وأقساها فهنيئًا لذلك الجسد الذي ستلامسه تلك الشفاه المثيرة.
نظراتك.. لمحات عينيك مبهرة كمن ينتظر انقضاض على فريسة حية ليلتهما بإغراء.
أغمضي عينيك قليلاً.. ما أعذبها وهي تذوب في أحضاني، وما أنقى تقمصات وجهك وأنتِ تذوبين داخلي.
التواء شفتيك بديع.. عضي عليها بطقم من لآلئ مرتص بقوة، وأنا أنتقي في أنحائك مثيرات لتلك الشفاه.
صورتك على مرآة الحائط.. هاجمتني بقوة.. وأنوثتك الطاغية خرجت من خلالها بلا رحمة داهمت بها رجولتي الساكنة.. وكينونتي المنعزلة فدمرتني.
رفقًا سيدتي.. رفقًا بي وبمرآتي.
 

 قلمي
23 June 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق