الجمعة، 28 سبتمبر 2012

حورية



في ساعات الليل المتأخرة والتي يصدر معها أصوات الأنين والحنين من أناس سكنوا الأجواء سِترًا لهم.. تسافر أنّاتهم نحو السماء لتنتشر في الفضاء وتلمع وتضيء الأنحاء.
أدار الفتى جهاز التسجيل وبدأ يخبره بسر حورية قابلها مرة على ضفاف إحدى البحار السوداء.
قال: ألتقيت فتاة كانت تريد لقائي أكثر مما أريد لقائها لكي تخبرني عنها وعن مكنونات وأسرار شخصيتها وذاتها.
أرادت أن تبوح لي وأن تلقي بأنوثتها المتفجرة بأحضان...

ي، بدا عليها الاشتياق واللهفة، كلماتي تثيرها جدًا وتسمو بها فوق كل مغريات الدنيا.
وأنا بدوري ضممتها واحتويت شغفها وربتُّ على كتفيها وقبلتها ولأُهدِأ من روعها وبدأت تتحدث.
أرهقها الظلام الذي سكنته، شعرت بالأمان فألقت بثقلها عليّ، وقالت:
"تهت في عتمة صنعتها بيديّ، واقتص مني ظلام التجأت إليه، أردتك أن تراني في وضح النهار وفي عيون الشمس"
أخبرتها بأنني أحببتها في جميع حالاتها، في حلكة الظلام، وعشقتها في وضح النهار.
استمرت بالحديث مسترسلة وأخبرتني عن جميع صفاتها وأنها تعشقني بجنون، وتخاف عليّ من فرط أنوثة طاغية ربما تدمرني.
صارحتني وقالت: "أتمنى ان أنسى نفسي معك"، وقالت وقالت...
لكنني خفت منها، هل ياترى هي صادقة، أو أنها تغويني وتستثير رجولتي؟؟؟
أخذت تنظر إليّ وتركت زمام الحديث لعينيها الواسعتين والتي تتقن فن النظر، تقول عينيها: "أتمنى أن أفقد صوابي معك وفيك كثيرًا دون التفكير بالمعاصي والذنوب، لا أريد نتائج أو تأنيب ضمير".
قالت أني فتنتها حتى تمنت أن تتحول إلى فرس رشيقة تقفز الحواجز لتصل إليّ.
تقول: "أنت لست لي، وأنا أهيم بك!!"
هل ياترى أني قرأت لغتها خطأً أو أنني مازلت في الصف الأول في مدرسة لغة العيون؟
وأعتقد ربما أن مشاعرها سامية جدًا لا يستوعبها إنسان!!
قرأت في عينيها أنها تريد مجالستي، وتريد من شفاهي أن تهمس بداخل أذنها ولو اضطررت لقضمها.
بدا أنها مجنونة بي بالقدر الذي جننت أنا بها.
بادلتها لغتها.. لكني لا أعلم هل فهمتني!!؟
أخبرتها أني اتمنى لو تجلس بحجري ساعة من الزمن لنتحدث وننسى كل تشريعات الكون.
هي تقرأ.. لكنها تقرأ بعمق وبصمت مطبق.
أتمنى أن نجتمع على سفح جبل أخضر لنستلقي جنبًا إلى جنب، أضع رأسي على كتفها وبالتالي هي، نتبادل النظرات حتى نصل إلى أعمق نقطة وأقرب مسافة، لايفصلنا عن اللمس سوى شعرة.
كم هي جميلة، لها جمال متنوع وألوان الطيف تزهو بها.
وكم أحببتها، وكم أحبها حين تدنو بأذنها لأقتحم عالمها من تلك النقطة في البداية.
الآن أرجوك لا تخبرها بسري فأنا أخاف أن تفقد ثقتها بي، وتتوقف عن زيارتي في مرات أخرى.
لأني طلبت منها أن تعود لزيارتي.. وهي وعدت بذلك إن ماحفظت سرها.





قلمي
22 September 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق