الثلاثاء، 3 يونيو 2014

"دليل"







وقف سندًا ودعامة للآخرين
جعل من نفسه عمود ارتكاز ليقيم خيمة ودرعًا واقيًا
هبت عليه رياح الشتاء الباردة، وأحرقته شمس الصيف بجبروتها...

عاصر الألم، وتحمل المعاناة، وحرم نفسه فداءً لهم
فرح من أجلهم، وحزن معهم، وشد من أزرهم
نسي ذاته في خضم الزحام وثورة انشغاله بهم
لم يعد يعرف من هو!
ماذا يحب، وما الذي يكره!
وكانت التضحية هي الشعار على أمل..
مضت الأيام والسنون..
واشتد عودهم، وصلبت عزيمتهم
وأصبحوا من ذوي الفكر المتقد، أصحاب الأهداف والأحلام
ناجحون، فعالون بين أقرانهم
انسلخوا عنه وشدوا رحالهم
أخذوا يبتعدون واحدًا تلو الآخر
لم يسال عنه أحد.. تخلو عنه..
في حين استيقظ هو.. وحيدًا
اعتقد أنه فعل صوابًا حين همش روحه وجعلها تحوم حولهم وتعيش بهم
لأنه أخذ ينهار حين ابتعدوا، وشعر بالعزلة تخيم على أوقاته
لم يعرف كيف يكون سندًا لنفسه، لم يعرف كيف يتعامل معها
لم يكن الدعامة لهم يومًا
بل كان الشمعة التي أحرقت نفسها كي تضيء طريقهم

ومن المؤكد أنها فعلت أيضًا!!


#حروفي
17 يناير 2014م
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق