الثلاثاء، 3 يونيو 2014

شكوى طيف







ذات غفوة في غياهب الحُلُم التقى به وشكا حاله، ومياهٌ زلالٌ تتلألأ في الظلمة وقهرٌ يسكن فؤاده يطلق زفراتٍ حارّة.

بدأه قائلاً:
فاق عشقي مدى الحديث، اخضع لي واربض واستوي، هلاّ زدتني كي أرتشف من عشقها!!
وأثمل؛ ويعلو بي الغرام طمعًا بأن أرتوي، أرجوك لاتكذب عليّ ولا تفتري، وتطلب مني أن أمتطي صهوة الخيال نحو حلمٍ مُنْجلي....

افهمني أرجوك.. لست أطالب بخيوط عنكبوت بالية تُزِيلُها هَبّةُ وهمٍ عاصِف، إنما غرامي لها تَمَلُكُها لقلبي.
أتعلم أني أتلّوى على نصل سيوفها، وخناجر الشوق تغرسني في بُعْدِها، لم ينتهي أبدًا حبي لها، ولم يهجرني حنيني إليها.
تنتابني الحمى تصاحبني في ليالي السرمدية الحالكة، ولا يغمض جفنٌ لعيني عن التطلع إلى وصولها، أجد روحي تتبدد حين فراقها فلم أحظى بقربها راضيةً ولم يَهُنْ عليّ تركها.

ينظر إليه فقط لكنه لايجيب..
ويسترسل ذاك المحموم بالعشق:
كتبت لها شعرًا، ورميت في طريقها النثر، وابتعت لها ورودًا.. لكنها أَبَتْ
فلا مهرب منها إلا إليها، وحالي ينبري شوقًا لنظرة عينيها
كلماتها.. ترشق بقسوة، تصيب هدفًا لم أعرفه يومًا، مرارتها علقم يلوث دمي، وسمومها لا ترياق لها.

يرمقه بابتسامة سخرية ويظل صامتًا لايجيب:
تَسْتَلِذُ بجسدي المرتمي تحت قدميها طالبًا الصفح، ليست هي صدقني!!
فقد كانت حنونًا عذبة، دفء لمساتها وهدوء عينيها كان كالجنة.. كالسكن.. كالروح تبثها في روحي لأحيا بها.

صاح مولولاً أخيرًا:
ناشدتني كثيرًا، واستجارت بك ياقلبُ لكنك خلتني ولم تنبهني، كم من كلماتٍ رَدَّدَتْها على مسامعي، ودموع ذرفتها على أمل..

قالت ولم أفهمها:
"عجبت لقلبه الذي استباح جفائي، هجرني وأهملني فمزق أحشائي
منعني عن الحياة حينما اختار البقاء بعيدًا، تركني للافتراضات علّي استنتج حبًا
أيبعد عني بعد أن أسقيته من دمي في عروقي، منحته عمري كي يعيش خالدًا أبد العصور
مضت الليالي والأيام متسارعة على أمل.. أن أكون معشوقته التي لن يكون دونها
أنفاسه التي يحيا بها، وماضيه الصخب الذي صنع مستقبله الباهي
ضمن وجودي فرحل وهو يعلم أنه حين يعود سيلقاني.. في انتظاره"

كنت مخطئًا ياقلب!!
ضمنت وجودها لكن هاهي ترحل عني
لتتركني مشردًا بدونها
لا قلب يحتويني، ولا دموعٌ تبكيني، ولا حتى روحٌ تسكنني لتحييني

أجابه قلبه بعد طول صمت:
العين بالعين، ويدٌ تركتها يومًا بيدٍ تتخلى عنك أخيرًا
استفق من حلمك.. وتأكدت بأنها تخلت عنك وتركتك بعدما آثرت البعد عن قلبها.






#حروفي
9 يناير 2014م
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق