تعال عزيزي
لا تغضب ولا تحزن
اجلس هنا وأغمض عينيك
تخيل معي قليلاً فقط!
هل أنت جاهز؟
تخيل أنك تقوم بالحياكة، أحضر خيوطًا بعدة ألوان، وإبرة ومقصًا
استخدم قماشًا قاسيًا ألوانه باهتة
ابدأ الآن بخياطته بشكل عشوائي واستخدم جميع الألوان
اجعل له كُمًا واحدًا فقط واترك الآخر عارٍ
ولا تصنع ظهرًا للرداء ودعه مفتوحًا
أطواله متفاوتة، وعرضه أكبر من المطلوب
سيأخذ وقتًا لا تقلق
الآن وبعد أن انتهيت كيف يبدو الرداء.. قبيح صحيح!؟
لا بأس هناك مجال للتعديل.. خذ فرصة أخرى
أحضر فصوصًا تلمع وانثرها عليه
اقطف وردة من الحديقة وعلقها على الطرف
استعن بعطر الياسمين فسيجعل رائحته جميلة
من المناسب أيضًا أن تزوده ببعض الحليّ
كيف تجده الآن.. مازال قبيحًا!!
انتهت الحياكة.. افتح عينيك الآن
هذا الرداء هو تمامًا السنوات التي قضيتها معك.. بشعة وناقصة بلا تهذيب أو اهتمام
ولن يفلح معها عطر أو جواهر أو وردة ستموت قبل أن تضعها لتزين بها ردائك القبيح
ذا الظهر المكشوف لا داعم ولا سند استطاعت الدنيا أن تصفعني عليه حتى كُسِر
وعلى الرغم من ذلك ارتديته وأنا سعيدة لأنك من قام بالحياكة ولم أبالي يومًا ظنًا مني أنه جميل
ولم تفلح تعليقات الصديقات وسخرية الأقارب وسؤالي المتكرر عمّا أرتدي.. فلقد كان في نظري أفضل من لباس الأميرات
الآن..
توقف عن الحياكة فهي لا تناسبك وامتهن مهنة أخرى تليق بك أكثر
أما أنا فسأحيك مايحلو لي من الأردية بما يتناسب مع عرضي وطولي وبقماش حريري ناعم وألوان زاهية أحيا بها.. فكما تعلم، هذه المهنة للنساء كما يبدو
#حروفي
شذى عزوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق