حينما كانت تجهز مائدة الإفطار، قبيل أذان المغرب المعلن عن ساعة الابتلال سَمِعَتْ صوتًا صادرًا من زوايا المنزل.
أحبكِ.. أهواكِ.. عشقي أنتِ
ابْتَسَمَتْ وهي مسترسلة دونما أي رد فعل منها في حين كان الصوت يردد: لا حياة لي دونكِ.. لاقدرة لي عن البعد عنكِ.. قلبي ينبض باسمكِ وتجري دمائي في مجرى مختلف حين يخفق الفؤاد لكِ
كانت النافذة مشرعة، والنسائم المغربية العليلة تداعب الستائر، وهدوء المكان ممتلئ بالروحانية العظيمة، ولسانها يلهج بالدعاء الصامت لها وله!!
أمام الحرارة في مقابلة الموقد المشتعل وهي تُقَلِّبْ الحبات تكويها في الزيت المغلي داهم وحدتها، ولم تكن ترتدي سوى ملابس متواضعة تختنق برائحة الطعام المُطَعّم بالحرارة.
احتضن ظهرها ولف يديه حول خصرها وقبّل رأسها ومن ثم كتفها وأخذ يداعب حبات شعرها الملتصقة على جبينها وأنهال على يدها ليكافئها على تعبها في التحضير بسيل من القبلات الدافئة التي لامست قلبها وتحسست مواطن الابتسام على شفتيها.
الجميل أنه لم يشعر بالاشمئزاز منها، ولم يصبه النفور من رائحتها فقد كانت تعكس مجهودها وعنائها في منزلها، كان يتقبلها على طبيعتها، يحبها كما هي يشاركها بزعمه الحياة اليومية والأمور الروتينية.
يعطيها ويغدق عليها ويملأها به حتى تتوازن الحياة، معزز لمبدأ الأخذ والعطاء اللذيذ يناشد سعادتها ورضاها لأنها لم تبخل يومًا في أن تمنحه روحها.
هكذا كان مرسومًا بعقلها، وهكذا تصورته في خيالها، وهكذا يفعل كل يومٍ معها بفكرها وهي تقف وحيدة وتجهز مائدة عامرة لشخصٍ واحد.
#حروفي
شذى عزوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق