"مضى وانتهى"

 مع حلول العام الجديد والذي يُفْترض أنه يُنقِص من أعمارِنا عامًا كاملاً كورقة خريف سقطت من شجرة حياتنا.
نحتفل به ونرفع كؤوسًا وألعابًا مهنئين بانقضاءه!!
وهل نفرح حين يغادرنا شخص بانقضاء عمره بتلك البهجة؟ عجبي
انقضى عام كامل بكل مافيه، أفراح.. وأتراح، إنجازات.. وفشل، لقاء.. وفراق.
... قد يكون العام المنقضي أشبه بآلة الكبس لما واجهناه به من سحق للمشاعر ومناظر السفك والقتل، فقد كانت إنجازاتنا أقل قليلاً من مراحل فشلنا، كما فرحنا عدة مراتٍ وبالمقابل بكينا كثيرًا.. وأخيرًا وليس آخرًا فارقنا أحبةٌ لنا أكثر ممن قابلناهم ونالنا الشرف بمعرفتهم.
رحل بعضهم عن دنيانا إلى دار .... فرحمةٌ واسعةٌ من الله سبحانه عليهم، وغادر آخرون لصروف الحياة في رحلة لبناء الذات فالتوفيق حليفهم بإذن الله.
وأقبحهم أولائك الراحلون الذين مروا على ديارنا وطرقوا أبوابنا واحتضنونا.. وأبدعوا في تحويل أيامنا إلى بساتين غنّاء، ومن ثم في ليلة ظلماء رحلوا بلا وداع تاركين خلفهم حطام ذكريات لا نملك إلا أن نبكي لها بالقدر الذي كانت به جميلة.
على أعتاب العام الجديد يصارع الأمل ويثابر ويسعى حثيثًا ليزرع بذورًا جديدة، على الرغم من عِلْمِه المطلق بأن الخيبات تتوالى وتؤلم والأرواح تحتضر لكنه يستمر.
وليس لنا سوى أن نساعده في الحرث والغرس والسقاية، فالشجر المثمر الوارف يحتاج منّا عمرًا كاملاً حتى يؤتي نتائجه.
 

 #حروفي
31 ديسمبر 2012م