التقى بها بعد أن ضرب موعدًا مستحيلاً معها.. شاهد الأسى في عينيها.. تدحرجت كلماتها من بين شفتيها كالدماء المنسابة بعد عيارٍ ناري.
نهرها قائلاً: ماذا بك؟
لماذا الحزن.. من أيقظ فيك الوجع؟
قالت: هل تقرأ وجعًا بين حروفي؟
أجابها: جدًا. ووجعك غريب، إن هذا الوجع لا يحدث إلا من حبيب.
فأردفت: حبيبي الذي زارني في أحلامي.. قبلني وحين استيقظت.. كان حلمًا
فأخذ يربت على كتفها مهدئًا من روعها وقال: لن أكون حلمًا بعد أن قطعت نحوك كل هذا الصبر والعمر
أخبرته بقولها: كانت قبلةً جميلةً جدًا.. وددت لو أحتفظ بها خلال صحوي
فوبخها مجددًا: ماذا هناك !!
محبطٌ أن تعودي للخلف بنا وتكتفين بالأحلام، لا أريد أن أكتفي بحلم
فقاطعته قائلة: لكن شوقها أوجعني فقط
مجنونة!! أتشتاقين وأنا أطالب بها، ونحن نسكن ذات المدينة، و تعرفنا ذات الشوارع.
ماذا بك؟
ماذا هناك؟
أغمضت عينيها وقالت: ساءني سماع صوتك الذي كدت أن أنسى ملامحه، اقتحمت سكوني كتسونامي أثار عام مضى بكل مافيه.. وابتعدت
حضورك البارحة في منامي كان قاتلاً جدًا، خاصة وقد كنت تلتهم شفتاي
فغر فاه متعجبًا من مدى خوفها وقال: ويلكِ مني. لم أبتعد عنكِ. أنا قريب جدًا أكثر مما تتخيلين. و أحرص عليك مني، فالصبر الذي ادخرته في عمري كله نفذ وأخشى عليكِ من جنوني وتمردي ومطالبتي المبالغة بكِ. قد لا تعلمين أن الاقتراب منك يجعلني متهور جدًا جدًا يسعى لاقتلاعك من هذا البعد.
فصاحت قائلة: لم أشعر بهذا إذا؟
قال بعد أن ربط الأحداث: بالفعل.. بالأمس كنت أفكر بكِ كثيرًا لدرجة أني التهمت شفتاي نيابة عنكِ، وأشياء مجنونة تليقُ بكِ وبحبكِ وبهذا الجوع سوف يجعلك تنغمسين في الفرح والنشوة خبأتها لكِ.. لذلك ربما حَلُمتِ
حبيبتي: نحن ميزانان مجبولان على المواجهة في الحقيقة. أنا فارسك والرجل الذي يجيد إصابتك بالحب وإشباع غريزتك وسرقتك من كل عالمك إلى عالمي الخاص فأنا أحبكِ
كفانا أحلام. أليس كذلك يا أنثاي المشاغبة!!
يكفي هذا القدر ربما من الأحلام، ربما ملّت منا الأحلام فصارت توجعنا،
اضربي لنا موعدًا، فأنا رهن جنونك وصواعقك، لا أعلم من منا سوف يتتلمذ في حضن الآخر، لكنك لن تكوني إلا تلميذتي الجميلة البارعة.
هنا اتسعت حدقتاها وقالت: صف لي هذا اللقاء رجاءً، فأنا مترددة، متوجسة، أخاف مني جدًا
إمرأة كأنا في قمة ثورتها.. ماذا تتوقع؟
ضحك مقهقهًا: تخافين منكِ. وكيف ذلك!!؟
كوني في قمة ثورتكِ ونشوتكِ ورغبتكِ. فأنت بحضن رجل يحبكِ ويجيد حمايتك حتى من سكرتكِ.
قالت خجلة: لذلك
أرغب بلقائك.. ربما لآكل في حضرتك قطعًا أخرى من البطاطا
قطب حاجبيه مغاضبًا: أنا من سيحدد تفاصيل اللقاء وخارطة الطريق، وأنتِ فقط استمتعي برفقة رجل يعشقكِ، لن أدعك هذه المرة ترسمين التفاصيل، البطاطا التي تريدينها هذه المرة سوف تكون شفتاي، والمقعد الذي احتوى مؤخرتك سوف يكون حجري، والأكسجين الذي تتنفسينه لن يكون إلا أنفاسي الحارة وهي تلامس صدرك ونهديك.
سوف تكونين مبللة جدًا برجولتي، كل جسدك سوف يتعرض للاحتلال والمداهمة وبث الروح فيه، كل جسدك موطئ لرجولتي.
صعقت بكلماته وأردفت: جاد أنت؟
أنا أستمع وأصابتني رهبة، فكيف بواقع الحال؟
قال بثقة: جادٌ جدًا.
وجدًا هذه لا تقبل ترددك يا سيدتي، فأنا متشوق لأنهى رهبتك وخوفك هذا؟
أي يوم؟ لن أدعك في الأحلام تبحرين بنا بعد الآن، ولن أدعك تقودين السفينة حين اللقاء، أنتِ معي أنا، أنا القائد، وأنا مجنونك، وأنتِ أميرتي الحسناء، وأنا فارسكِ
سوف نكون بعيدًا عن المتطفلين، سوف يكون مكان يليق بنا.. فقط توقفي عن الأحلام.
# حروفي بتصرف
5/1/2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق