في أزمان مستقرة.. متآلفة مترابطة راسخة، على سفوح الجبال وباطن الأودية وقمم التلال المتآخية.
رذاذ مطرٍ هتان.. بعده برق ورعد رافقه إعصار، انهمر وابل، اجتمع ليكوّن سيلاً فيضان.
أحجار الجبال.. وحصيّات التلال.. بعد ترابطها وتماسكها حيث بدت كالآصال.
تحركت.. تقهقرت.. وتمايلت مع غيثٍ طوفان، أزعج مرقدها، وأقضّ مضجعها وفككها وحللها وجرّ بعضًا منها لمستنقع ورمال.
... حجارة هشة تحركت قليلاً، انتقلت من مكانها لتآزر وديان أخرى لتكوّن مسارًا جديدًا تحيي به أمواج الإعصار.
والحصيات المسكينة سحبها سيل عارم اصطكت في الصخور العِظام.. واختلطت بحجارة متنقلة واستقرت في مستنقع اللاقيمة واللامكان.
هكذا هم البشر.. بعد جيل مترابط متماسك متلاحم، وحياة أشبه بالسعادة السرمدية تردّت وتفككت وانحدرت للحضيض، أضعفتها سنون التعب والشقاء، اختلطت أخلاقهم واختلفت قيمهم ومبادئهم حسب المجريات.
الثابتون في القول والرأي، ومشاعر الصداقة والأخوة الحقّة كانوا كالصخور المتينة وقفت أمام العجاج وترابطت أمام المصيبة وتآزرت.
بقي منهم العظيم الأصيل وظَهَرَ المسكين العليل.. وأسوأهم المنافق الخرّاص الذي يتلوّن ويتحرك ليشكّل مسارًا لأعْتَل الشخصيات ويوجهه حسب أهوائه حيث شاء وكيفما كان.
* العَجَاجُ رعَاعُ الناس وغَوْغَاؤُهُمْ .
# حروفي
16 ديسمبر 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق