أرتشف بضع قطرات من ذلك المشروب الفتاك
أسماه بعدها بالنبيذ العدني فقد أذهب عقله
إن كان أصيلاً فلأصالة شعبه وطيب قومه
وكلما أقبل على رشفة أخرى ارتخت أطراف جسده وأخذ يهذي
... خيّل إليه بأنه يسامر فتاة هيفاء في ريعان الشباب
قوامها فنجال الشاي ذلك العدني
راح يقبلها فهي غضة مكتنزة تروي عطش النفس قبل العطش للشاي
حلّق معها وأخذ يحثها على مناجاته
فتحت بوابات وأطلق أبواق الاستعداد للكتابة
بدأ يغازل قائلاً:
طعمه حلو معتق كبناء فرعوني أثري
تسكنه كليوباترا شفاهها كقطرات الندى
شفتيّ تلامس طرف الفنجال فكأني أضعها على ثغر ملكة عصرها
ثغر حورية عدنية تروي ظمأي كفنجال الشاي
آآآآه ما أعذب رائحته.. كرائحتها التي تزهق روحي
وأنشد قربها لألعق ماتبقى من سكر في النهاية يقبعُ
هي كفيلة بضياع عقلي وبقاء الوعي
أراقصها وتراقصني على أنغام تغريد الصباح
عبقها يملأ الأجواء يسكنني ويملأ رئتي من عبيرك
تسمعني ألحانها بهيبة الصمت:
نعومة ملمسك وحنان ذراعيك
مِلأُ صدرك وعذوبة كلماتك
عنفوان رجولتك وقوة قبضتك
أذهب عقلي ذلك الشاي، لن أقاطعه فقد ملأ روحي بهجة
وكان سبب للقائي بتلك الحورية العدنية
# حروفي
29 يناير 2013م.
29 يناير 2013م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق