تماضر الخنساء تجردت في حديثها، خرجت من ذاتها لتحادث نفسها
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ ...
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
تُرثي صخرٌ الأخ وتواسي حالها!!
هنا تَثِبُ تساؤلاتٌ إلى رأس الذات المتجردة، تسألني تلك الصغيرة: لما تحادثين نفسك؟
لعلي أصبحت خنساء زماني أتجرد من ذاتي لأخاطب روحي ونفسي التي تاقت لها.
لا أخٌ يُرْثى هنا، بل هو رثاءٌ لحال الزمان وبقايا الأمل.
نستعيض عن اللطم والصراخ بالصبر والجَلَد، ونستبدلُ دموع الحزن والنواح بطول البال وحسن العمل.
خنساء واقعية تعبر بصور حقيقية، لم تكترث للأخيلة والأوصاف؛
وجب أن تكون مشاعر النساء أكثر واقعية ودموعهن حقيقية جدًا على الرغم من استعارتها من عيني التماسيح.
حارقة دموع الرجال لكنهم يبكون حالهم بعدما اقترفت أيديهم مايضر بأعينهم.
كان امرؤ القيس فاتن الأحرف لكنه بالغ حد الخيال؛ فلا أياطل ظبي هنا، ولا ساق نعام يحاكي جمال خيلٍ كالجلمود يسقط من عليِّ.
خنساء محتسبة احسب نفسي؛ أهيم بين الواقعية المفرطة، والخيال الباذخ، أخاطب بها نفسي بعد أن أتجرد من ذاتي لأجد روحي الضائعة بين أحضان المزن في كبد السماء.
#حروفي
29 نوفمبر 2013م
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق