الخميس، 15 نوفمبر 2012

"قناعة شعب"


 شعوب العالم على اختلافها، وعلى اختلاف مواصفاتهم الطبيعية والفسيولوجية نجد كل شعب يتناسب مع بعضه في الألوان والأفكار وطرق للاستمتاع بالحياة، نجد الشعب الأشقر لرجالهم ونسائهم نفس المواصفات، وكذلك أصحاب البشرة السوداء.
الجميل في ال...
موضوع أن كلا الجنسين يروق له الآخر وإن جاب العالم لن يجد ألطف وأبهى من بني جنسه.
العجيب هنا أن كل فرد من هذا الشعب يغرد ويتغنى في جمال بنات أو شباب شعبه وأفراد عشيرته – من بحث عن البياض وجد، ومن بحث عن الخصر النحيل – والردف العريض، ومن أراد العيون الواسعة أو الملونة.
ياسادة.. الطيور على أشكالها تقع ماعدا صاحب العين الزائغة والقلب الفندقي يشبه الحصان الذي ترك بنات جنسه ليرتبط بحمارة – أكرمكم الله – فينجبان ذاك الغريب الذي يدعى البغل، لاهو يشبه والده، ولا هو كأمه، وكل من رآه عرف أنه هجين من النظرة الأولى.


قلمي
9 November 2012

"الحارس الوفي"


حارسي الوفي.. صديقي الغالي.. أين أنت؟
نادت بصوتها الجهور بعدما تلفتت حولها ولم تجده بجانبها، كان قد وعدها بأن يكون حاميها وحارسها المغوار.. لكنه غاب فجأة!!
ما الذي حل به ياترى، هل أرهقته مصاعب الحياة، أم تنازعته منغصات البشر، هل تعب؟ هل انس...

حب؟
أخذت تنادي: أين أنت؟ لا أراك أجبني!!
شعرت بالوحشة في غيابه فقد كان يروي لها أجمل القصص، التهمها الفراغ لأنه كان قد ملأ أوقاتها، ضاعت في جنبات ذاتها وهو الذي نعتها بأرقى الألقاب حتى أصبحت في حضوره ملكة زمانها.
الوقت الذي حاصرها اليأس سمعته خلفها، فالتفتت والسعادة تملأها، هل رجعت؟
قال: ماذا تقولين؟ أنا لم أغب لحظة عنك، أنا هنا بجانبك فقد نظرتي من شرفتك ولم تجديني لأني أستظل بشجرة تحتها، وقد أطمأننت عليكِ فداهمتني ناعوسة وظننت بأني رحلت؟
عزيزتي.. نسائم خريفية كانت تداعب الأجواء بلطف فزارت ستائر نافذتك بعد أن سطعت شمسك وسرقتني مني، لكن حالما سمعتك تأهبت لأستقبل الدفء منكِ بعدما أغرتني بظلها شجرة.


قلمي
2
November 2012

"كرزات متطايرات"


كأوراق الكرز طار في الهواء
كعبير الورود تناثر في العلياء
كقطرات المطر أصدر غوغاء
وتلاعب بأوراق الشجر وقبعةٌ ورداء
فرح بقبلة على رأسها فعبثت به الريح
قبلة أخرى على خدها لربما توقف معها قلبه
لكن هذا ليس عدلاً ولا منصفًا
فهناك ثغر ينتظر.. وأماكن أخرى في الخفاء



قلمي
3 Nonember 2012

"مومياء"


حزينة هي صامتة بشكل فوضوي، أحدثت جلبة وأزعجت من حولها
مرهقة هي وتنبعث منها رائحة الأموات، كمومياء تمشي على ظهر الأرض
انتهت مواسم أنفاسها وتجلدت فرائصها مع هذا الشتاء البارد القارس، كان قد التهما الجليد منذ فترة.
زرقاء شاحبة بلا ملامح أو قسمات، إن حاولت الابتسام تشقق وجهها ونزف دمًا مزهر يلهب ماتبقى من زواياها.
تخاف أن تتحرك فيتكسر ماتبقى منها على طرقات الحظ العاثر.


قلمي
4
November 2012

"ليس كأي رجل"


أنت ياذهبًا يلمع في دنياي، وزنك ثقيلٌ جدًا يزن أرطالٌ وأرطال، ومقامك تاجٌ فوق الرأس معظمُ يعلوه النقاء.
وقورٌ كالذهب الخالص الصافي، جميلُ المنظرِ فاتن المحيا تُضْوي الأرجاء، خالٍ من العيوب كالقصيدة العصماء.
أعشقك هكذا نقيًا خالصًا تلمع تضيء الحياة، إن أقبلت زرعت ابتسامة الرضا على وجهي، وإن أدبرت اعتراني سكون الانتظار وبدوت كالبلهاء.
هديتي أنت ثمينة غالية لا أرضى عنها بديل فهي من خالق السماء، أرعاك قطعةٌ نفسيةٌ فأنت تزيدني جمالٌ وأناقةٌ وبهاء.
على أذني تسمعني ألحان عندليب، وعلى معصمي وبإصبعي يكتمل جمال يدي، وعلى نحري أصبح ملكة على كل النساء أمشي وأتمايل بخيلاء.
رجلٌ أنت كالذهب، أخلاقك تزن تلك الأرطال، حنانك يحتوي حاجتي إليك، يعرف معنى أن تتزين أنثى به، وتكتمل صفاتها معه، وبدونه تبدو كالصحراء الجرداء.
لي رجلٌ شهمٌ نبيل أمام الكون أتمايل بك زهاءً.
أهديك روحي وعقلي وقلبي ودمي وأكون دونك فداء.
فأنا معك ملساءٌ شيماء، ولمياءٌ نجلاء.
تقف خلفي حصنٌ منيعٌ تحميني وأستند إليك من ما قد يداهمني من وعثاء.
وأمامي أنت كالدرع الواقي تمنع عني كلابٌ وشرذمةٌ وتبدو كالكربلاء.
وكما أن هناك أشباهٌ، فهناك نورٌ يملأ الكون وجوده وتغدو دونه فضاء.
ولن يتبقى للأشباه والأنذال سوى الهجاء، وأنا منهم بعون الله براء.


قلمي
5 November 2012

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

"قتله الحب"


زار عيادتي باكيا.. قال: أنجديني!!
إنني أموت عشقا.. ويتقطعني حنين لها.
هل أجد عندك ترياقا لهذا الداء الجلل؟
بكى كثيرا وأخذ يزفر الهواء كطلقة نارية تستعد للانطلاق.
أمعنت النظر فوجدته كمومياء ألتهمها الأسى والفرح معا.
قال: إني أحبها من دون النساء، في حضرتها تتيه كلماتي، ونظرة عينيها كسهام ثاقبة تقتلعني من الأعماق.
في حضرتها تبتسم الشمس ويخجل القمر، حين تبتسم تزهر الدنيا.
كان يحكيها وكأنه هائم خارج عن الوعي، فانتابني ذهول!!
أردف قائلا: عطرها كقطرات أتنفسها، صوتها كالموسيقى تتلاعب بي.
لكنها.. لكنها.. لا أعرف هل هي تلهو بي، تارة أجدها ملاك أبيض نقي من السماء، وتارة أخرى يخيل إلي أني لا أعرفها!!
أراني أحبها.. أعشقها كعشق الوليد لوالدته، كحب الورود للنسائم، وكأني أغزل وشاحا دافئا بهوى عشقها.
داهمتني بلا استئذان.. وبلا سابق ميعاد.. لا أعرف ما أقول حروفي ضائعة، مشاعري متلاطمة، وجل ما أعرفه أني أعشقها حتى الثمالة.
يخيل إلي أن لاحياة بدونها، تقوم هي باستخدام شفرة لسانها لتشريحي وأنا أبتسم لها وكأنما تلحن تهويدة من أجلي، فأنا مستعد أن أغير جلدي فداء لروحها.
تزورني هي في منامي، وأزورها في صحوها، وإن مر طيفها بخيالي تلاحقها دمعاتي ويركض خلفها نبض قلبي.
أنجديني سيدتي.. طبيبتي.. ماذا أفعل؟
وكأني أجزم أنها لاتستطيع الحياة بدوني.


قلمي
أكتوبر 2012

"جزيرة الخيال"

سماء زرقاء فيروزية..
هواء بارد وشمس ضارية تلتهم مساماتي..
نخل وفواكه وجوز هند وأناناس..
شاطئ رملي ناعم كبشرة الوليد ممتد..
وصوتها يشجي مسامعي..
مياه متدرجة الألوان تغزل خيوط الموج المتراصة..
وهناك في البعيد القريب كوخ خشبي يغطيه السعف..
مع بلكون مهيأة بمظلات من شغف..
كرسي للاسترخاء مريح ينتظر بوقار..
وزوج من الخدم تضرب السمرة بشرتهم..
ينتظرون سيدة الإناث لتشير لهم..
أخذت معي من متاع الدنيا ورقة وقلم..
لأكتب قوانين صارمة وخطوات للعمل..
وربما بعض الكلمات الآسرة التي تجسد رفيقي..
ذاك المتلحف بالرجولة الصارمة..
طوله هامةٌ جبارة مغرية..
عريضٌ منكبيه.. نظرته حادة..
شعره كليل حالك يلتقي بحاجباه..
أنفه كسيف حسام ومهند..
شفتاه قطعتا كرز من الجنة..
له شارب كخنجر مفتخر على محياه..
وجنتاه يتوسطهما قبلة محفورة..
تغمز لي وأغازلها ومن ثم أقلبه بين هنا وهناك..
كي لا أبقى وحدي على.. جزيرة الخيال
جزيرة الخيال خاصتي خلابة جذابة مبهرة..


قلمي
31 أكتوبر 2012

"عقاب لذيذ"


حين أصفها إما يعشقها الناس ويشربوها.. أو يكرهونها ويتركوها
لأني سأجردها من هيكلها وأقولبها في وضع مختلف
من الماء في القنينة.. إلى الفحم الذي يحرق أعصابنا فيه قبل الدخان المنبعث من صدورنا
حين تسحب أنفاسك وتغمض عينك وتدفعه بهدوء
ترتفع لاشعوريا للأعلى.. للأعلى
وتخرج من كيانك حتى تتبعثر معه في الهواء
يروق لي أن أدخل في الموضوع شاب يجلس في الجهة المقابلة
ينظر لشفتي المضمومة وأفكاره تعضها قبل شفتيه
حين تسحب أنفاسك مرة أخرى
الجمر على رأسه مثل وردة حمراء تذبل..والماء في القنينة يغلي كأعصابك
تعاقب النار بالماء وتكون أنت الضحية
لا نفثة الدخان رفعتك حقيقة.. ولا الماء كان دواء لهمك
وحين تفتح عينيك، تتلفت حولك
لا شاب جميل يعض شفتيكِ.. ولا اقترب كي يضمك
تبتسم وتطأطأ رأسك.. وتسحب نفسًا آخر
أحرقت الرأس الأول بهمك، والمسافة الفاصلة بين أول نفس وآخر صحوة
يكون هناك رأس آخر مستعد لكي تطير معه
لوحدك ومعك الشاب الجميل ينتظرك مبتسمًا



قلمي
ا نوفمبر 2012