ألقت بجسدها المنهك على صوفا محفورة بمكان جلوسها المعتاد، أرخت رأسها وأغمت عينيها وتنهدت بعمق حتى أوشك قفصها أن يفتح أبوابه نحو الحرية.
ناشدت خيالها المساعدة، طلبت أن يسافر بها إلى مكان بعيد حيث لا أحد سوى هي والهدوء.
تحتاج إلى كلمات هادئة فقط تشعرها بالدفء والحنان لتنعم بأعصاب هادئة تصل بها إلى حدود الرومانسية الخلابة.
عالمها الخاص يتناغم مع موسيقى الطبيعة الكلاسيكية.. منظمة ومرتبة بشكل فريد.
سبقت شفتيها ابتسامة أنثوية خبيثة، فقد طمعت ببعض الهمسات المغريات، همسات تحفز عروق الجسد نحو النشوة تلك التي تشعر بها تعتري أوصالها بكل هدوء وسكينة.
ربما يحتاج الأمر إلى طيف يداعب مسامعها بكل خفة كالنسائم الباردة على القمة حتى تنتفض معه كل أنملة من جسدها ذاك المسترخي.
ينتفض من فرط جمالها وعذويتها وروعتها، همس قائلاً: أحبك ياهذه، رائحة عطرك أهيم بها، جسدك ناعم غض، هل تسمحين بأن ألمسه قليلاً.. قليلاً فقط.
كانت كلماته أشبه بجلسة مساج يستجيب جميع جسدها له، أنواع مختلفة من الدلال والكمال، استسلمت لها واستمرت همسات لطيفات وكلمات خفيفات كانت كفيلة بالإطاحة بها.
كل هذا أدى بدرجة حرارتها للارتفاع نحو العالي.. هي وصلت إلى قمة مثلجة عالية كقمة جبال إفرست، وحرارتها العالية بدأت في إذابة الجليد، الرومانسية الساخنة لها طعم ونكهة مميزة، وتصدر عنها رائحة نفاذة جميلة.
اشتدت حرارتها وأصبح الجو ممطر مع صواعق رعدية تصدر عنه رائحة الجليد القوية التي لا يعرف طعمها سوى الخبراء.. ومع تلك الثورة تفتح عينيها متسائلة أين هو الاسترخاء مع هذه الفوضى العارمة؟!!
لم ترق لها الفكرة، وطردت طيفه الذي صنعته، ونفضت عن جسدها المتعب آخر قطرات التعب واستبدلت تلك الخيالات بكأس من عصير الليمون المنعش المثلج.
قلمي
الأحد
28/11/1433هـ
14 October 2012